قصى خولى : هكذا يجلس وهكذا يحكى

لم يكن قصي خولي قبل سنوات الحرب السورية إلا نجماً استطاع الدخول إلى كل بيت سوري من خلال أعماله المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا وأعمال البيئة الشامية وغيرها، فاستطاع أن يتخطى حدود وطنه وأصبح وجهاً معشوقاً لدى المشاهد في منطقة بلاد الشام وأبعد منها.

جاء الربيع السوري خصوصاً معاكساً لمفهوم الربيع السائد، إلا أن الحرب والدمار لم تنل من عزيمة الخولي فواجهها واستطاع الدخول إلى السوق المصرية وتربع على عرشها كخديوي لا كممثل.

عند وصف قصي قد يراه البعض جميلاً لكن ما يحمله الممثل السوري في ملامحه وشخصيته له علاقة بالجمال طبعاً، لكن السر لا يقف هنا.

يقولون أنه أكثر الممثلين كاريزماتيك. التعريف البسيط للكاريزما هي الجاذبية المقنعة أو السحر الذي يُمكن أن يلهم الآخرين، هو مصطلح يوناني مشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته.

قصي من النجوم القلة الذين يتمتعون بكاريزما عالية من بين نجوم العرب، لكنّ بالإضافة إلى الكاريزما يتمتع بميزات أخرى تجعله محبوباً.

هو لا يتكلف، أي لا يتعامل بحركات مدروسة مسبقاً، حركاته تلقائية بسيطة وذكية في الوقت نفسه. والدليل هي الصورالتي نعرضها هنا والتي تاكشف ذلك. أولها، منذ مدة وتحديداً في مؤتمر شركة Media Revolution 7 لصاحبها المنتج مفيد الرفاعي للإعلان عن إنطلاق مشروع مسلسل (بنت الشهبندر)، أذكر أنه حين دخل صالة المؤتمرات فوجئ بعدد النجوم الذين يجلسون على المنصة، فجلس في الصف الأخير من المنطقة المخصصة للصحافة مردداً وهو يمزح: “هون أحسن”، لم يتكبر ولم يرفض الجلوس في الصف لأخير، بل وجه لطشة بذكاء وهدوء بالغين.

خلال إطلالته في برنامج (الحكم) مع الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني، دخل قصي الاستديو وتوجه نحو وفاء وألقى عليها التحية عليها وقبّل يدها.. هذه الحركة غالباً ما يقوم بها جماعة المجتمع المخملي والصالونات البرجوازية، كدليل على الاحترام والتقدير، وفعلها قصي بعفوية ارستقراطية لا برجوازية دون غيره من كل من استضافتهم وفاء.

الشكر والإعتذار صفتان نراهما لدى قصي  في تغريداته، فإما يشكر زملاءه أو من يعمل معه في المجال الفني ومحبيه وكل من يتواصل معه، أو نراه يعتذر عن غيابه عن الإنترنت، فيعاود نشاطه بتغريدة اعتذار، رغم أن ما من أحد يلوم نجماً بحجمه

على غيابه عن التغريد.

أذكر أيضاً، يوم بكى تأثراً على الوضع السوري خلال لقاء سريع على شاشة (الجديد)، وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، رغم تخوين البعض لأحاسيس النجم السوري إلا أنهم اعترفوا بأن قصي استطاع أن يقنع الغالبية العظمى من الرأي العام بصدقهِ وشفافيته.

وجود قصي اليوم كاسم بارز في الوسط الفني العربي لا يرتكز على عامل واحد، بل هي عدة عوامل تجمعت فبنت شخصية 

شبه فريدة لدينا.

بعض هذه العوامل قد يكون عمل عليها الخولي ليصل إليها فتساعده على تنظيف الشخصية من شوائبها، بينما بعضها الآخر فخلقت معه وهي خاصة به!