قصي خولي مؤلفاً وبطلاً لـ «جريمة شغف»
غالباً ما تختلف الصورة التي يكوّنها الجمهور عن شخصية عامة، عن كثير
من جوانبها الحقيقية. فهي تصل إليه كما يجب أن تكون، لا كما هي. لكنّ الحال مختلفة
مع النجم قصي خولي الذي يشبه نفسه في الخاص والعام. مثلاً، في أي موقع تصوير،
سيكون من يعرف كل الفنيين والتقنيين بالأسماء، متواصلاً معهم كزملاء صنعة واحدة،
لا كنجم وعامل. فلا تناقض في صورة الممثل السوري «القريبة من القلب» التي أبرزتها
مناسبات عدة، كدموعه أخيراً في تقرير تلفزيوني، أو رقصه سابقاً إلى جانب المطربة
الشعبية سارية السوّاس، أو حضوره إلى الاستوديو لتشجيع أبناء وطنه في مسابقات فنية
كثيرة.
يتحدث خولي في مقابلة مع «الحياة»، عن جمهوره قبل نفسه. يقول: «لا
يمكنني أبداً ألا أكون على علاقة متينة مع الناس، في عملي وفي حياتي الاجتماعية،
أما في التصوير، من يعملون فيه يومياً، يصبحون كعائلتي، هم من أهم الأسباب لظهوري
الجيّد على الشاشة، هم يتعبون ويشقون، لنظهر نحن الممثلين في هذه الصورة».
وعن ظهوره الجديد على الشاشة، يكشف النجم الشاب، عن كتابته مسلسلاً
«عربياً مشتركاً» جديداً، يحمل عنوان «جريمة شغف»، من إنتاج مفيد الرفاعي، على أن
يحمل توقيع المخرج اللبناني وليد ناصيف. وكذلك يؤكد على المشروع القديم الجديد في
الولايات المتحدة، الذي سيكون بمثابة بداية الطريق إلى العالمية، التي يعتبرها
خولي «مشروعي الأوّل والأخير».
وفي سياق متصل، يشير خولي إلى قراءته عدداً من النصوص المصرية للموسم
المقبل، من دون أن يحسم قراره في أيّ منها، مؤكداً رفضه بعض العروض من أعمال «البيئة»
المصرية. لكنه يعبّر عن رغبته الكبيرة بتكرار التجربة المصريّة التي خاضها في
«سرايا عابدين»، واصفاً إياها بـ «المميزة جداً بالانضباط والحرفية العالية في
الإخراج والإنتاج والتمثيل». وعن الانتقادات التي طاولت العمل من عائلة «الخديوي
إسماعيل»، الشخصية التي قدمها خولي، يقول: «أحترم آراءهم، لكنني في النهاية أؤدي
دوري كممثل في عمل موافق عليه من المعنيين في مصر، ولقي نجاحاً حقيقياً وباهراً».
وعن تبعات المشكلة التي تعرض إليها أخيراً في مطار القاهرة، يوضح
قائلاً: «أعمل على تحضير أوراقي النظامية، وكثير من الأصدقاء المصريين من الوسط
الفني وخارجه، كانوا متعاونين معي في ذلك»، مشدداً على أنه «مع أن تحافظ كل دولة
عربية على حدودها وأمنها أكثر في هذه الظروف، وأن يـتم كــل شـيء بالقانون».
حالياً، يقوم خولي بتصوير دور البطولة في مسلسل «بنت الشهبندر»
مقدماً شخصية «راغب» ابن زعيم الحارة الذي يعتبره «الدور المختلف عن كل ما
قدمته في أعمالي سابقاً»، مشيراً إلى ثقته التامّة بأن المسلسل «سيحصد محبة الناس
وإعجابهم لأنّ قصته جميلة ويعمل عليه بجهد إنتاجي ضخم وسيقدم شكلاً مختلفاً في
الدراما الشامية». وعن تعاونه من جديد مع النجمة سلافة معمار في بطولة العمل بعد
مسلسل «أرواح عارية» يقول: «معمار زميلتي منذ تخرجنا من المعهد عام 1999، هي نجمة
مميزة يفخر كل منتج بالعمل معها وأنا سعيد جداً بأن العمل سيجمعنا معاً من جديد».
خولي الذي كرّم أخيراً في سورية، بنيله لقب أفضل «ممثل درامي لعام
2014»، في استفتاء شعبي أجرته إذاعة «صوت الشباب»، يشير إلى أن أعظم ما قد يحصل له
في حياته هو أن يكرمه وطنه «الذي له الفضل الأوّل في ما وصلت إليه، والذي فتح لي
المجال للعمل في مصر ولبنان وفي أن اشتهر في العالم العربي». تكريم خولي لم يكن
صادماً بالنسبة إلى جمهوره، لقربه الشديد منه، والذي يعتبره «ضرورياً للنجاح
والاستقرار في الحياة، فمحبة الناس واحترامهم هو أساس صدقية كل فنان ونجاحه».
وعن عدم مشاركته في أي عمل يصوّر داخل الأراضي السورية، يوضح خولي أن
انشغاله بالدراما المصرية «لا ينفي أبداً أهمية المدرسة الدرامية السورية»، وأن
السبب يعود فقط «لانشغالي في تصوير سرايا عابدين، ولظروف فنيّة بحتة، إضافة إلى
عدم صدور تأشيرة الدخول والخروج من مصر»، مشدّداً على أنه لم ينقطع يوماً عن زيارة
وطنه خلال الأزمة.
وتعليقاً على وضع الدراما السورية اليوم، يعتبر خولي أنها في حالة
ضياع وعدم استقرار «لأنّ الشعب السوريّ متعب جداً من الأزمة، ويبحث عن الأعمال
الخفيفة هرباً من الواقع والحروب والكوارث»، مشيراً إلى مسلسل «قلم حمرة» للكاتبة
يمّ مشهدي والمخرج حاتم علي، على «أنه عمل جميل جداً وناجح». ولفت في هذا الإطار
إلى عرض دور البطولة عليه، لكنه امتنع بسبب انشغاله بتصوير «سرايا عابدين»، الذي
منعه أيضاً من المشاركة في «الإخوة».
Comments